القائمة الرئيسية

الصفحات

روسيا حسمت أمرها : النمر بديلاً للأسد .. التواجد الإيراني في دمشق ينحسر و “اجتماع القدس” سيخرج طهران من المعادلة السورية

 
كشفت وسائل إعلام عالمية عن اجتماع قريب من المقرر أن يعقد في مدينة “القدس” الفلسطينية بين روسيا و إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بهدف بحث إخراج إيران من سوريا.
وقالت صحيفة “الشرق الأوسط”، الأحد 2 يونيو / حزيران 2019 إن رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف، ونظيره الإسرائيلي مانبير بن شبات سوف يحضرون الاجتماع.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين في الغرب أكدوا أن الملف الرئيسي للاجتماع الذي سيكون عنوانه “مناقشة الأمن الإقليمي بالشرق الأوسط” سيبحث مسألة الوجود الإيراني في سوريا.
ويعتبر هذا الاجتماع من نتائج القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي في تموز الماضي.
وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن لديها نفوذ يمكنها من التفاوض مع موسكو، والتفاهم مع تل أبيب لإخراج إيران من سوريا وإضعاف نفوذها.
ومن تلك الأدوات التي ذكرتها الصحيفة، أن يتم الإبقاء على القوات الأمريكية في شرق الفرات، وأن تشارك دول أوروبية كفرنسا وبريطانيا وألمانيا في التحالف الدولي.
بالإضافة إلى عرقلة أي تطبيع مع نظام الأسد أو إعادة إعمار سوريا، أو منح شرعية سياسية لحكومة الأسد قبل التزامها بخطوات ملموسة منها تقليص دور إيران في سوريا.

وأشارت الصحيفة أن الأطراف الثلاثة من المتوقع أن تبحث خارطة طريق تربط بين تقديم الولايات المتحدة وحلفائها امتيازات لروسيا في سوريا، مثل شرعية نظام الأسد و إعادة الإعمار، ورفع العقوبات، مقابل أن تقوم روسيا بإجراءات واضحة لتقليص دور إيران العسكري والسياسي في سوريا، بما في ذلك تشكيل اللجنة الدستورية .

بالتعاون مع العلويين.. النمر بديلاً للأسد

كشف الناشط الإعلامي المقرب من حزب الله اللبناني وإيرا ن “خضر عواركة” عن جهود تبذلها روسيا من أجل تنصيب سهيل الحسن رئيساً لسوريا بدلاً من بشار الأسد.
وقال عواركة متحدثاً عن الانتخابات التي من المتوقع أن تجري بعد انتهاء الحرب في سوريا بأن هناك مرشح آخر لدى روسيا لرئاسة سوريا غير بشار الأسد، معتبراً أن كل من يمجد “سهيل الحسن الملقب بالنمر يخدم أجندة روسيا”.
وأشار إلى وجود تفاهم بين “تركيا روسيا أمريكا” حول سوريا يتضمن العديد من النقاط منها أن تحصل كل دولة على حصة تضمن مصالحها، بالإضافة إلى إخراج حزب الله و إيران من سوريا، بحسب جريدة “زمان الوصل”.
وذهب الإعلامي الموالي للحزب اللبناني إلى أن هناك تياراً فكرياً ودينياً من الطائفة العلوية تدعمه روسيا ورجال أعمال وأمنيين يهدف إلى خلق نفور لدى العلويين من حزب الله وإيران بعد نشر مزاعم عن محاولتهم تشييع العلويين.
وأضاف عواركة أن روسيا تسعى لعقد انتخابات في سوريا تحفظ مصالحها وتكون مرضية للولايات المتحدة الأمريكية بذات الوقت، داعياً إلى الوقوف إلى جانب رأس النظام السوري بشار الأسد ودعمه.
واعتبر أن كل من يمجد “النمر” وحده دون أن يمجد بآلاف الضباط غيره من أبطال تحرير سوريا (يقصد ضباط النظام السوري) يحاول أن يخلق شعبية لمرشح روسيا للانتخابات الرئاسية القادمة.
وأوضح عواركة أن بشار الأسد والأجهزة الأمنية التابعة له يرصدون تحركات الروس والتابعين لهم مثل “النمر”، معتبراً أن “روسيا في سوريا مثل سكين بالحنجرة، كيفما واجهتها تجرح”، وهو ما يدفع النظام لتجنب الإقرار بهذه الحقيقة.
وختم الإعلامي بقوله أن روسيا ليست جمعية خيرية، ومن غير اللائق أن يتم ترفيع قائد مثل النمر لمرتبة القائد الأوحد، معتبراً أن كل من يحاول بناء شعبية يجب أن يتم أخذه موضع شك فقد يكون حصان طروادة الذي يحتضنه العد و والحليف.

روسيا تضغط على الإيرانيين للخروج من دمشق

من جهة أخرى، ومع انتهاء المعارك العسكرية في ريف دمشق، بدأ الروس الضغط على الإيرانيين للخروج من المدينة، وإلغاء مظاهر انتشار التشيع.
وبالفعل بدأت المليشيات الشيعية تباعاً بالانسحاب من عشرات المقار العسكرية التي كانت تتمركز فيها في دمشق القديمة، ومحيط السفارة الإيرانية ومنطقة البحصة وسط دمشق، وتم إخلاء فنادق وسط العاصمة من المقاتلين الشيعة بعد سنوات من إقامتهم فيها، بالتزامن مع فتح الطرقات المحيطة بالفنادق.

صحيفة “المدن ” نقلت عن مصادر عسكرية وصفتها بـ ” رفيعة المستوى ” أن عدد العناصر الأجانب تقلّص في عمق العاصمة بنسبة أكثر من 70% خلال العام الأخير، لعدم وجود مبرر لوجودهم ضمن الأحياء السكنية، والضغط الروسي الذي مُورس على قادة مليشيات النظام الإيرانية لنقلهم خارج حدود دمشق.

لكن لا يزال  المقاتلين الشيعة يُسيطرون على محيط مقام رقية في دمشق القديمة، حيث تقطن عشرات العوائل من الأجانب، وسط قيود شديدة على الراغبين بدخول المنطقة، والإبقاء على “غرفة عمليات” مرتبطة بحي الشاغور

أماكن التواجد الإيراني في دمشق

ولا يزال للإيرانيين مقرات قيادة واضحة في دمشق، رغم انحسار تواجد قواتهم؛ محيط السفارة الإيرانية، ومنطقة البحصة في محيط المستشارية الثقافية الإيرانية، وحي الفيلات في منطقة المزة، ومناطق يعفور والصبورة، تحوي عشرات المقرات ومكاتب القيادات التي يتواجد فيها عناصر وضباط إيرانيون وعراقيون.
وتراجع وجود الإيرانيين والعراقيين في سوق الحميدية الشعبي القديم، نتيجة نقل معظم مقراتهم من الثكنات القريبة من دمشق، وعودة آلاف العناصر إلى بلدانهم مع انتهاء مهامهم العسكرية، وخروج آخرين إلى محيط ديرالزور وحلب حيث يتوسع الوجود الإيراني هناك من دون مضايقات روسية.

مدينة جرمانا شرقي دمشق، والتي كانت تُعتبر متنزهاً للمقاتلين العراقيين، لما تحويه من محلات سهر وتسهيلات ليلية، باتت اليوم تخلو من هؤلاء إلا قليلاً، وفقاً لشهادة سكان محليين لـ”المدن”.
وعلى العكس من التواجد العسكري، فقد شهدت السياحة الدينية الشيعية وزيارة المراقد المقدسة، نشاطاً متزايداً منذ خروج المعارضة وسيطرة المليشيات على محيط السيدة زينب بشكل رئيسي، وغياب القذائف عن دمشق القديمة. ولا تترافق هذه السياحة حالياً مع لطميات في شوارع دمشق القديمة، ويغيب عنها الانتشار المسلح لعناصر المليشيات الشيعية. إذ تتولى “شركة القلعة الأمنية” مسألة تنظيم دخول حافلات الشيعة نحو مقام رقية، وخروجها من المنطقة، من دون أي مظاهر دينية في الأسواق والأزقة.
غياب الإيرانيين الواضح في دمشق، عوّض عنه الحضور الروسي المدني والعسكري. وبعيداً عن الدوريات والسيارات المصفحة، بات وجود الروس في الشوارع والأسواق أمراً اعتيادياً لسكان العاصمة.
ويتواجد الروس بشكل يومي في أسواق الحميدية والصالحية والشعلان، ومولات شام سنتر ودامسكينو في كفرسوسة ومحيط حديقة الجاحظ في حي المالكي، حيث استأجر الروس عشرات المنازل هناك، في الحي الذي يعتبر الأرقى والأغلى على مستوى دمشق. هذا فضلاً عن ارتيادهم بارات ومطاعم باب شرقي بدمشق القديمة، حيث أصبح وجود الروس روتينياً.
وفي يعفور والديماس وقرى الأسد غرب دمشق، يتمركز الروس في عشرات المنازل والفيلات التي تم استثمارها من قبل السفارة الروسية لإقامة الضباط وأصحاب الرتب العسكرية العالية فيها، نظراً لكونها منطقة آمنة وتخضع لمراقبة أمنية كبيرة، وتحوي منازل معظم مسؤولي النظام.
ويتنقل الروس غالباً في سيارات جيب مصفحة، بعضها تحمل لوحات روسية وهي تتبع للسفارة بشكل مباشر، وأخرى تم تركيب لوحات روسية لها بعد استقدامها من روسيا، فضلاً عن سياراتهم العسكرية التي تنقل العناصر من وإلى نقاط الانتشار في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.

ويقول صاحب شركة وساطة عقارية يعمل ضمن أحياء دمشق لـ”المدن”، أن الكثيرين من أصحاب المنازل الفارغة الموجودين خارج سوريا لا يمانعون تأجير منازلهم إلى الروس، رغم إمتناعهم عن تأجيرها سابقاً للسوريين أو الأجانب من الشيعة. ويجري شهرياً تأجير الكثير من المنازل للروس الذين لا مانع لديهم بالدفع السنوي نقداً، ودفع التأمين المطلوب من دون أي نقاش او اعتراض على الأسعار المطلوبة.
وعلى الصعيد العسكري لا يزال الروس يتمركزون في مبنى الأركان القديم، ومبنى “مراقبة خفض التصعيد” بالقرب من وكالة أنباء سانا، والذي أصبح مركزاً ثابتاً لهم ومقراً لإقامة العناصر، بالاضافة الى تسيير دوريات مدنية بسيارات خاصة في كثير من شوارع دمشق خاصة في أحياء التجارة والقصور والخطيب وشارع بغداد دون لفت الانظار أو اتخاذ أي إجراءات أمنية.
ويقول مصدر خاص لـ”المدن”، إن فرع “المخابرات الجوية” في ساحة العباسيين بات يشهد حضوراً متزايداً لبعض الضباط الروس مؤخراً، بعد التغييرات الأمنية على مستوى قيادة الفرع التي حصلت في الفترة الماضية. هذا فضلاً عن تواجدهم الدائم في مبنى الأركان بساحة الأمويين ومبنى الأمن الوطني ومحيط السفارة الروسية والمركز الثقافي الروسي.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات