قال
وزير الدفاع اللبناني إلياس بو صعب، إن المصلحة اللبنانية في ملف النزوح
السوري تقتضي العمل على قاعدة العودة الآمنة للنازحين إلى سوريا وليس
العودة الطوعية، معتبرا أن الأخيرة تؤدي إلى المطالبة بحق اللجوء، مشددا
على أن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار "ولسنا مضطرين لمراعاة المجتمع الدولي في
هذا الشأن" على حد تعبيره.
وأشار
الوزير – في حديث له اليوم السبت لإذاعة لبنان الحر – إلى أن وزير
الخارجية جبران باسيل، لطالما أكد أن لبنان مع عودة النازحين إلى المناطق
الآمنة والمستقرة داخل سوريا، مضيفا: "حزب القوات اللبنانية يسلم رقبة
لبنان بملف النازحين إلى المجتمع الدولي".
وتطرق
إلى ملف الكهرباء وأزمة قطاع الطاقة في لبنان، مؤكدا أن عدم التوصل إلى حل
لأزمة الكهرباء يعني أنه لا وجود للحكومة.. مشددا على أن التيار الوطني
الحر (الذي ينتمي إليه الوزير) ضد الاعتماد الكلي على بواخر الكهرباء
(المحطات العائمة المستأجرة من تركيا لتوليد الكهرباء) وإنما هو معها إلى
أن يتم تأهيل محطات تُغني عن هذا الحل المرحلي. وأضاف: "البواخر وسيلة
لتأمين الكهرباء في الوقت الضائع ومرحلة مؤقتة".
من
جانبه، اعتبر وزير الشئون الاجتماعية اللبناني ريشار قيومجيان، أن مؤتمر
(بروكسل 3) حقق إنجازا كبيرا لصالح لبنان في ملف النازحين السوريين، حيث
أصبح منطق عودتهم إلى سوريا مطروحا كأولوية لدى أوروبا وأمريكا، مع استمرار
تدفق المساعدات التي كانت تأتي للدول المضيفة ومن بينها لبنان.
وأشار الوزير قيومجيان – في تصريحات له على هامش جولة أجراها في مدينة
طرابلس (شمالي البلاد) – إلى أن وفد لبنان أكد خلال المؤتمر أن الأولوية
لعودة النازحين السوريين، مع ضرورة مساعدة الشعبين اللبناني والسوري، لأن
الدولة اللبنانية لا يمكن أن تتحمل أعباء النزوح وحدها، وبالتالي المساعدات
التي كانت تقدم في السابق ستستمر بانتظار العودة.
وقال:
"نحن لا ننتظر التوصل إلى الحل السياسي في سوريا للمطالبة بعودة النازحين،
ويكفي أن يبدي النظام السوري الرغبة باستقبال مواطنيه ويؤمن المقومات
الأمنية اللازمة ويعطي الثقة لشعبه، فكل لاجىء سوري مدعو إلى العودة، وفي
المقابل على النظام أيضا أن يفتح صفحة جديدة مع شعبه، وبالتالي ستكون
العودة آمنة".
وأضاف:
"مقررات (بروكسل 3) جاءت لمصلحة لبنان، وتمكن وفد لبنان من وضعه مجددا على
الخريطة الدولية، والوفد اللبناني تمكن من تأمين تمويل ودعم أكبر، ونحن
لولا هذا الدعم لن نتمكن من تحمل هذا العبء الكبير".
وشهدت
الأيام القليلة الماضية تباينا كبيرا بين القوى السياسية الرئيسية في
لبنان في ملف النزوح السوري، حيث اعتبر رئيس التيار الوطني الحر وزير
الخارجية جبران باسيل أن مؤتمر بروكسل يمول بقاء النازحين في أماكنهم وعدم
عودتهم إلى سوريا، مشيرا إلى أنه رفض المشاركة ضمن وفد لبنان الرسمي برئاسة
رئيس الحكومة سعد الحريري خلال المؤتمر.
بينما
في الجانب الآخر يؤكد الحريري، مدعوما في موقفه من حزب القوات اللبنانية
والحزب التقدمي الاشتراكي، أن عودة النازحين إلى سوريا، تمثل أولوية للدولة
اللبنانية، غير أن هذا الأمر لا يتضارب مع طلب مساعدات من المجتمع الدولي
لصالح لبنان لمعاونته على مواجهة أعباء وجود مليون ونصف المليون نازح على
أراضيه.