القائمة الرئيسية

الصفحات

ثمانية طرق لدخول السوريين إلى لبنان.. لكل منها تكلفتها

 
أصبحت سمة التضييق على السوريين في دول الجوار من أبرز السمات التي برزت في السنوات الأخيرة، وتجلت في شروط الإقامة في بلد اللجوء وطريقة دخوله، حيث بات السفر لخارج سوريا صعباً للغاية، وأقفلت الدول المجاورة حدودها في وجه السوريين، وفي مقدمتها لبنان، البوابة الأقرب لسكان دمشق وريفها، التي وضعت شروطاً لدخول السوريين إليها، مع رفض استقبال اللاجئين.

تتعدد أسباب سفر السوريين إلى لبنان بين زيارة أو متابعة دراسة أو حضور مقابلة في إحدى السفارات الأوروبية. عدة حالات يُسمح فيها للسوري بدخول لبنان، ولكل منها طريقة وتكلفة محددة.

ودخول لبنان لم يعد مسموحاً بشكل كلي، وإنما لأيام أو ساعات محددة، وكل من يتجاوز المدة التي تحدد له يعتبر "كاسر"، ويترتب عليه دفع غرامة، وقد يتعرض للسجن أو إجباره على العودة لسوريا، بحسب سوريين مقيمين في لبنان، تحدثوا لـ "اقتصاد".

التهريب

يلجأ أغلب السوريين وفقاً لـ "حسن"، إلى دخول لبنان، بطريقة غير نظامية، عن طريق مهربين. وتبلغ تكلفة ذلك بين ٢٠٠ إلى ٣٥٠ دولار أمريكي. وطرق التهريب غير مضمونة، وقد يتعرض فيها الشخص للاعتقال أو الضرب، وتتم عن طريق الجبال الحدودية.

ويضيف حسن، السوري المقيم في لبنان، أن هناك طرقاً بإذن عسكري، تحتاج تكلفة أكبر، ولكنها أسهل، وتتم عن طريق المعبر النظامي، ولكن يكثر فيها النصب والتعرض للاعتقال من الجانب السوري أو اللبناني.

ولا يمكن لمن دخل لبنان بطريقة غير قانونية، التنقل بحرية، إلا بعد تسوية وضعه لدى الأمن العام لبناني، ودفع مبلغ ٢٠٠ دولار رسم إقامة بالإضافة لإحضار كفيل لبناني. وعادة ما يلجأ إلى هذه الطريقة، الشباب المطلوبون للخدمة العسكرية أو الملاحقون أمنياً في سوريا، ممن لا يمكنه العبور بشكل نظامي.

الطرق النظامية

"غياث"، كهل خمسيني، دائماً ما يضطر للسفر إلى لبنان لزيارة أولاده وأفراد من عائلته ويدخل بسيارته الشخصية وهي إحدى الطرق النظامية لدخول لبنان.

حيث يوضح: "أقوم بتسجيل السيارة على الحدود وإخراج كرت بقيمة ١٥ ألف ليرة، أجدده كل سنة، وفي كل مرة أريد فيها الدخول أدفع دخولية على السيارة ٦ آلاف ليرة سورية وعلى الشخص الواحد ٢٥٠٠ ليرة سورية".

ولا يتم السماح بالدخول إلا لسائق السيارة ومن هم من عائلته فقط، بخلاف السنوات السابقة التي كان يسمح فيها بالدخول لكافة ركاب السيارة دون التدقيق على عوائلهم.

"مدة الدخول ٢٤ ساعة يجب علينا المغادرة ضمن هذه المدة وإلا قد نتعرض للمخالفة"، يشير "غياث".

ويلجأ الحاج "أبو النور"، الذي لا يمتلك سيارة خاصة، لطريقة الحجز الفندقي بغية دخول لبنان عن طريق سمسار يُؤمن له حجزاً وهمياً، تتراوح قيمته بين ٧٠ إلى ٢٠٠ دولار.

يقول "أبو النور" لـ "اقتصاد": "تحدد مدة الحجز الفندقي بحسب القيمة التي أدفعها ويجب علي مغادرة لبنان قبل انتهاء المدة وإلا قد أتعرض للمخالفة ومنع دخول لبنان لعام كامل".

ومن شروط الحجز الفندقي أيضاً حيازة ٢٠٠٠ دولار أمريكي يبرزها من يود الدخول على معبر الحدود للأمن العام اللبناني وهي إجراء يثبت أن الشخص الذي يريد الدخول، سائح وليس لاجئاً.

ويوضح "أبو النور": "ومع أنني أستكمل الشروط ولكن أحياناً لا يسمح لنا بالدخول عندما تكون الحدود مدعمة بمليشيات حزب الله".

طرق لشبيحة النظام

كما يُسمح لمن يحمل تذكرة طائرة مع الفيزا أو الإقامة، أو من لديه موعد مقابلة مع سفارة أجنبية في بيروت، بالدخول، لمدة (48 ساعة).

أما حاملو البطاقات النقابية الصادرة عن اتحاد نقابات العمال أو من يملك سجلاً تجارياً أو صناعياً يكون تاريخ إصداره قديم، فيمنحون مدة دخول من أسبوع لشهر، بالإضافة إلى حالات العلاج المرضية بشرط الحصول على موعد مشفى أو زيارة طبيب.

الصحفي "عبد الحفيظ الحولاني"، اعتبر أن هذه الحالات الأخيرة صعبة التطبيق وإخراج مثل هذه الموافقات لا تأتي إلا "لشبيحة النظام السوري أو من هم في حكمهم".

وأوضح بالقول: "لا يستطيع الناس العاديين الحصول على هذه الموافقات فهم مضطرون لدفع المبالغ الطائلة لدخول لبنان لمدة محدودة لا تكفي لزيارة العائلة".

أخبار كثيرة تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تبشر بتحسن الأوضاع وإلغاء هذه التعقيدات لدخول لبنان وعودة سياسة الباب المفتوح. ولكن المقيمين هناك أكدوا لنا أنها محض إشاعات وأن الأمور على حالها، وبأن القرارت الصادرة والتي تطبق لا تزيد إلا من معاناة السوريين.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات