بعد أن أمضت الفصائل الثورية في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي فترة
الشهرين الماضيين متخذة وضعية الدفاع فقط ضد حملات النظام الأسدي وحليفه
الروسي، ومكبدة إياهم خسائر كبيرة بكل معنى الكلمة، قررت فصائل الساحل أن
تنتقل اليوم إلى وضعية الهجـ.وم في خطوة فاجأت النظام وحلفائه مفاجئة غير
سارة على الإطلاق.
فقد أعلنت الفصائل الثورية صباح اليوم الثلاثاء تمكنها من تخطي خطوط
الدفاع الأولى لقوات النظام وميليشياته في جبل التركمان بريف اللاذقية
الشمالي الشرقي، بادئة بعمل عسكري نوعيّ ضدها في خطوة لم يتوقعها أحد بعد
شهرين من وضعية الدفاع فقط.
وأعلنت غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” التي تضمن عدداً من فصائل الثوار
بدء معركة جديدة في جبال الساحل حملت اسم “فإذا دخلتموه فإنكم غالبون”.
وقالت الغرفة عبر معرفاتها الرسمية بأن عناصرها المكونة من عدة فصائل
كسرت الخطوط الدفاعية الأولى لمواقع النظام على عدة محاور، وسيطرت على عدة
مواقع في هذه المنطقة الوعرة، في حين لم تصرح بتفاصيل أكثر عن سير العمليات
هناك.
وأكدت الغرفة تمكنها من تدمير دبابتين لقوات النظام، وأسر عدة عناصر، بالإضافة لقــ.تل العديد من عناصر النظام على عدة جبهات، إضافة لسيطرتهم قبل قليل على تلة 428 الاستراتيجية في جبل التركمان.
وتواصل فصائل الثوار من شتى المكونات العسكرية، تنفيذ عمليات عسكرية
مباغتة على محاور عدة في جبلي الأكراد والتركمان، بالإضافة لصد محاولات
النظام وروسيا للتقدم على محور “الكبينة” الذي بات معروفاً كثقب أسود يبتلع
خسائر هائلة بشرية وعتادية لقوات النظام وحلفائه.
بالمقابل لم يعلق النظام السوري على هذا الهجوم الذي أطلقته الفصائل على
مناطق سيطرته في جبل التركمان بريف اللاذقية حتى هذه اللحظة رغم خسائره
الفادحة بعد ساعات فقط من بدء العملية.
خسائر كبيرة للنظام وروسيا
يشار إلى أنه وفي وقت سابق من أواخر الشهر الماضي، تمكنت فصائل الثورة
في جبل الأكراد من صد هجوم عنيف ساهمت فيه القوات الروسية الخاصة بدعم من
نخبة الحرس الجمهوري التابع لنظام الأسد.
حيث قامت القوات الخاصة الروسية بقيادة اللواء “يفغيني بريجوزين”
بالهجوم على منطقة “الكبينة” الاستراتيجية، وبدعم مباشر من القاذفات
الاستراتيجية الروسية بشكل مكثف وبمساعدة من قوات الحرس الجمهوري التابعة
للنظام.
هذا وقد صرح أحد قياديي الفصائل الثورية المرابطة في تلك المناطق بأن
قوات النظام والقوات الاحتلال الروسي فشلتا في تحقيق أي تقدم على الجبهة
الساحلية، وتكبدتا خسائر كبيرة، بينما خسرت القوات الروسية ضابطاً وعدة
جنود خلال هذا الهجوم الفاشل بحسب ما أكدته الفصائل.